• وزير الطاقة: الطلب العالمي على البترول سيعود إلى 97 % من مستويات ما قبل الجائحة في الربع الرابع

    20/08/2020

     أسامة سليمان من فيينا و«الاقتصادية» من الرياض

    قال الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة، إن مؤشرات استعادة التوازن في أسواق النفط تتزايد بشكل سريع، والطلب العالمي على النفط سيعود إلى مستويات ما قبل الجائحة في الربع الرابع من 2020.
    وأوضح خلال افتتاح الاجتماع الـ21 للجنة الوزارية لمراقبة خفض الإنتاج برئاسة السعودية وروسيا، أمس، "استنادا إلى متوسط توقعات من مؤسسات مختلفة، بما في ذلك "أوبك" وإدارة معلومات الطاقة ووكالة الطاقة الدولية، تشير التقديرات إلى أن العالم سيصل إلى نحو 97 في المائة من طلب النفط في فترة ما قبل الجائحة خلال الربع الرابع - وهي زيادة كبيرة بعد الانخفاضات الهائلة في نيسان (أبريل) وأيار (مايو)".
    وحث الأمير عبدالعزيز بن سلمان أعضاء منظمة أوبك وحلفاءها على تعزيز الامتثال لتخفيضات إنتاج النفط التي تهدف إلى دعم الأسعار، مشددا على ضرورة تعزيز جهود دعم النمو الاقتصادي وتحقيق الرفاهية للشعوب من خلال دعم استقرار وازدهار الشركات الوطنية والصناعة بشكل عام.
    وقال إن الدول الكبرى المنتجة للنفط تحتاج إلى مواصلة الحد من الإمدادات في السوق العالمية من أجل استقرار السوق، وقد تحتاج إلى استمرار خفض الإنتاج إلى ما بعد نيسان (أبريل) 2022.
    وأكد على دور "أوبك +" الرئيس في دعم الاقتصاد الدولي، مضيفا "أنه في الشهور الماضية شهدت الأسواق تحسنا مع تعاف مستمر في الطلب الذي يقترب من استعادة مستويات ما قبل الجائحة بحسب تقديرات المنظمات والمؤسسات الدولية.
    وأعرب الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة، عن تقديره لحرص ألكسندر نوفاك وزير الطاقة الروسي، على المشاركة في الاجتماعات رغم إصابته بفيروس كورونا، مشيدا بشجاعته والتزامه، كما أكد ضرورة تعزيز التعاون والتفاهم الدولي لمواجهة تداعيات جائحة كورونا.
    ولفت إلى الاستمرار في تحسين الامتثال لحصص خفض الإنتاج التي تصل إلى 97 في المائة، بحسب بيانات تموز (يوليو) الماضي، في ظل دعم السعودية الواسع لهذه الجهود المشتركة بين المنتجين، موضحا أنه مستقبلا سيتم تحقيق مزيد من الالتزام، ما يرسل رسالة للعالم عن التزامنا وعن إنجازاتنا المؤثرة دون أي تهاون أو تراخ.
    من جانبه، أكد الكسندر نوفاك وزير الطاقة الروسي، ضرورة التعاون المشترك لمواجهة الجائحة، في ظل جهود روسيا في التصدي للوباء على المستوى العالمي.
    وأضاف أن الجائحة دمرت الاقتصاد العالمي، خصوصا قطاعي النفط والغاز، إلا أن التعافي من الجائحة مهمة صعبة وبطيئة خاصة ما يتعلق باستهلاك النفط الخام، مع ضرورة التزام الجميع باتفاق الشراكة "أوبك +"، وبالتنسيق المستمر مع المستهلكين.
    وأوضح نوفاك أن المنتجين توصلوا إلى الاتفاق في توقيت صعب بفضل التفاهم مع السعودية ومع أمانة "أوبك" بقيادة الأمين العام محمد باركيندو، منوها بجهود السعودية المقدرة في دعم استقرار وتوازن السوق.
    وذكر أن هناك مؤشرات جيدة في السوق، لكن يجب ألا نتراخى ونواصل العمل والتأكد من الالتزام بأعلى مستوى من الامتثال، داعيا إلى الحفاظ على ما تحقق من إنجازات واسعة في الشهور الماضية والعمل على التحسين المستمر في نسب المطابقة لتخفيضات الإنتاج.
    وأشار نوفاك إلى ضرورة تبادل الخبرات والتنسيق المستمر بين المنتجين من أجل تحقيق أفضل النتائج الاقتصادية مستقبلا والحفاظ على الوحدة والمرونة لتعزيز استقرار السوق، مضيفا: "حققنا نتائج طيبة في وقت قصير بفضل التخفيضات الطوعية والانكماش الذي حدث في الإنتاج الأمريكي، إضافة إلى التراجع المستمر في فائض المخزونات النفطية وهي علامة قوية على تعافي السوق.
    من جانبه، قال عبدالمجيد عطار وزير الطاقة الجزائري ورئيس مؤتمر "أوبك"، إن السعودية وروسيا منحتا مصداقية قوية لعمل اللجنة الوزارية لمراقبة خفض الإنتاج مثمنا دور أمانة "أوبك" في الحفاظ على توازن الأسواق، بعد التأثيرات الكبيرة التي تسببت فيها جائحة فيروس كورونا المستجد وتدميرها للصناعة على نحو واسع.
    وأضاف أنه بعد مرور ستة أشهر على الجائحة ما زالت تضرب حياة الملايين حول العالم وتدمر الاقتصاد العالمي والمؤسسات المالية وما زال العالم يكافح من خلال الأدوات المالية والإجراءات الاقتصادية التحفيزية للتغلب على تداعيات الجائحة.
    وذكر الوزير الجزائري أن الامتثال الواسع من المنتجين ساعد السوق على التعافي على نحو كبير ليحقق التوازن المأمول في النصف الثاني من العام والتغلب على احتمال اتساع الموجة الثانية من الجائحة، مشيدا بجهود روسيا في التوصل إلى لقاح جديد كعلاج فعال للوباء.
    ولفت إلى أن التعويضات في التخفيضات الإنتاجية لبعض المنتجين ساعدت على تحسن أوضاع السوق في الشهور الأخيرة، مشيرا إلى ضرورة التزام كل المنتجين بتحقيق كامل الامتثال لاتفاق خفض الإنتاج وتعويض أي قصور سابق.
    ونوه الوزير إلى أهمية الندوة التي عقدتها "أوبك" أخيرا مع المصادر الثانوية لبيانات السوق من أجل الوصول إلى أعلى مستوى من الاستقلالية والنزاهة والشفافية في عمل لجنة مراقبة خفض الإنتاج، مشيرا إلى أنه واثق ومتفائل أن الجهود المستدامة للمنتجين ستحقق مزيدا من النجاحات الجيدة في المستقبل.
    ووفقا لـ"رويترز"، قالت مسودة بيان "أوبك +"، إن موجة طويلة ثانية من الجائحة تشكل خطرا كبيرا على تعافي سوق النفط، ومن المستبعد أن تعدل المنظمة سياستها للإنتاج، التي تدعو حاليا إلى خفض الإنتاج بمقدار 7.7 مليون برميل يوميا مقابل مستوى قياسي مرتفع بلغ 9.7 مليون برميل يوميا حتى الشهر الجاري، بحسب مصادر مطلعة. وقال الأمير عبدالعزيز بن سلمان، إنه يجب أن نسعى إلى وضع نظام التعويض المؤقت وراء ظهورنا من خلال إزالة كل ما سبق من فائض الإنتاج بحلول نهاية أيلول (سبتمبر).
    وجاء في مسودة البيان التي أكدت أن الاجتماع المقبل للجنة الوزارية المشتركة سيجري في 17 أيلول (سبتمبر)، وأن جميع خطط التعويض ستقدم قبل نهاية آب (أغسطس) الجاري.

حقوق التأليف والنشر © غرفة الشرقية